Noямαn
مسالم
مُشاركاتڳً :
184
المعرفة :
38
تاريخ الانضمام :
08/01/2015
العمر :
26
السبت يناير 10, 2015 3:01 am
هل صحيح أن الوقت من ذهب؟
.. سبق أن كتبتُ مقالا حسبت فيه عدد الدقائق التي نقضيها في انجاز أشياء (نعدها بسيطة) ولكنها تستقطع من حياتنا سنوات طويلة؛ فساعة نقضيها يوميا أمام إشارات المرور تساوي 15 يوما خلال العام.. وساعتان نقضيهما أمام التلفاز تعني ضياع شهر من السنة.. وأربع ساعات نقضيها في الحش بالمسؤولين تعني شهرين من الغيبة والنميمة !!
سمعت أحد الصاغة العرب يقول :
.. كان والدي يملك معملا لتصنيع الذهب.. وكان بخيلا لدرجة انه كان يفرش على الارض قماشا ابيض كي يهبط عليه غبار الذهب المتطاير. وفي نهاية الأسبوع يبلبل قدميه بالماء ثم يدوس على القماش ذهابا وإيابا حتى تتجمع حبيبات الذهب على قدميه .. كان يحصل بهذه الطريقة على عدة غرامات إضافية، وكان يعتبرها من اسرار المهنة !!
.. لا اتذكر من قال هذه القصة ولكنها جعلتني أتصور دقائقنا المهدرة كحبيبات الذهب المتطايرة.. فرغم أن معظمنا يشتكي من ضيق الوقت وكثرة المشاغل؛ ولكن حتى لو كنا مشغولين جدا (وهو ما يبالغ به معظم الناس) فإننا نُضيع "ساعات" في اليوم هي مجموع الدقائق المتناثرة من حياتنا.. فأثناء توقفك عند الإشارة.. وأثناء سيرك الى البقالة .. وخلال انتظارك في الطابور.. واثناء وجودك تحت الدش ؛ يضيع منك وقت ثمين يمكن استغلاله بقليل من المهارة والتخطيط !!
.. أنا شخصيا تعلمت الدرس وطبقته اكثر من مرة :
فقبل سنوات طويلة مثلا قررت إتقان لغة اجنبية مختلفة فكنت اكتب الكلمات الجديدة على ورقة صغيرة انظر اليها في (الوقت الضائع).. كنت انظر اليها أثناء خروجي من العمل، واثناء توقفي عند الإشارة، وأثناء صعودي الدرج.. وفي المنزل كنت اشبكها بمرآة المغسلة كي أراها كلما توضأت او فرّشت أسناني !
وبحكم عملي في تحرير هذه الزاوية يتوجب علي قراءة ومتابعة كم هائل من المعلومات والأخبار العلمية ؛ وبما انني مثل غيري (كثير المشاغل) لم يبق أمامي غير استغلال الدقائق المتناثرة لمتابعة آخر الأخبار والمستجدات المهمة.. وهكذا اصبحت أضع كتابا جديدا في السيارة، واذهب مع السائق بصحف ومجلات متأخرة، وأملأ جيوبي بقصاصات مختارة، واشاهد قناة ديسكفري مع قهوة الصباح، وأفتح مواقع الانترنت على الجوال حين لا يتوفر شيء من كل ذلك - وسبق وأخبرتكم عن امتلاكي مكتبة خاصة بالحمام!
.. والفكرة عموما هي أن تتعلم أنت فن استغلال الدقائق المتناثرة في حياتك لقضاء مهام مؤجلة اصبح همها اكبر من حجمها.. فحين تتوفر لديك دقائق كهذه أنصحك بالتالي مثلاً:
اتصل بعمتك التي لم تزرها منذ عام، اعمل تمارين للكرش، مزّق البطاقات الزائدة في المحفظة، اقطع ورقة التقويم واحفظ الشعر خلفها، راجع سورة نسيتها، استعلم عن الرصيد، ركب لمبة المطبخ،
راجع الفواتير، افحص ماء الرديتر، شذب شواربك، قص أظافرك، نظّف المكتب، العب مع طفلك، تصفح الجريدة، رتّب مكتبك، امسح النظارة، قبّل زوجتك بين عينيها، قصّ هذا المقال وضعه على المغسلة!
.. وصدقني؛ من يعتذر بكثرة انشغاله هو ببساطة إنسان عاجز عن تنظيم أوقاته..
.. سبق أن كتبتُ مقالا حسبت فيه عدد الدقائق التي نقضيها في انجاز أشياء (نعدها بسيطة) ولكنها تستقطع من حياتنا سنوات طويلة؛ فساعة نقضيها يوميا أمام إشارات المرور تساوي 15 يوما خلال العام.. وساعتان نقضيهما أمام التلفاز تعني ضياع شهر من السنة.. وأربع ساعات نقضيها في الحش بالمسؤولين تعني شهرين من الغيبة والنميمة !!
سمعت أحد الصاغة العرب يقول :
.. كان والدي يملك معملا لتصنيع الذهب.. وكان بخيلا لدرجة انه كان يفرش على الارض قماشا ابيض كي يهبط عليه غبار الذهب المتطاير. وفي نهاية الأسبوع يبلبل قدميه بالماء ثم يدوس على القماش ذهابا وإيابا حتى تتجمع حبيبات الذهب على قدميه .. كان يحصل بهذه الطريقة على عدة غرامات إضافية، وكان يعتبرها من اسرار المهنة !!
.. لا اتذكر من قال هذه القصة ولكنها جعلتني أتصور دقائقنا المهدرة كحبيبات الذهب المتطايرة.. فرغم أن معظمنا يشتكي من ضيق الوقت وكثرة المشاغل؛ ولكن حتى لو كنا مشغولين جدا (وهو ما يبالغ به معظم الناس) فإننا نُضيع "ساعات" في اليوم هي مجموع الدقائق المتناثرة من حياتنا.. فأثناء توقفك عند الإشارة.. وأثناء سيرك الى البقالة .. وخلال انتظارك في الطابور.. واثناء وجودك تحت الدش ؛ يضيع منك وقت ثمين يمكن استغلاله بقليل من المهارة والتخطيط !!
.. أنا شخصيا تعلمت الدرس وطبقته اكثر من مرة :
فقبل سنوات طويلة مثلا قررت إتقان لغة اجنبية مختلفة فكنت اكتب الكلمات الجديدة على ورقة صغيرة انظر اليها في (الوقت الضائع).. كنت انظر اليها أثناء خروجي من العمل، واثناء توقفي عند الإشارة، وأثناء صعودي الدرج.. وفي المنزل كنت اشبكها بمرآة المغسلة كي أراها كلما توضأت او فرّشت أسناني !
وبحكم عملي في تحرير هذه الزاوية يتوجب علي قراءة ومتابعة كم هائل من المعلومات والأخبار العلمية ؛ وبما انني مثل غيري (كثير المشاغل) لم يبق أمامي غير استغلال الدقائق المتناثرة لمتابعة آخر الأخبار والمستجدات المهمة.. وهكذا اصبحت أضع كتابا جديدا في السيارة، واذهب مع السائق بصحف ومجلات متأخرة، وأملأ جيوبي بقصاصات مختارة، واشاهد قناة ديسكفري مع قهوة الصباح، وأفتح مواقع الانترنت على الجوال حين لا يتوفر شيء من كل ذلك - وسبق وأخبرتكم عن امتلاكي مكتبة خاصة بالحمام!
.. والفكرة عموما هي أن تتعلم أنت فن استغلال الدقائق المتناثرة في حياتك لقضاء مهام مؤجلة اصبح همها اكبر من حجمها.. فحين تتوفر لديك دقائق كهذه أنصحك بالتالي مثلاً:
اتصل بعمتك التي لم تزرها منذ عام، اعمل تمارين للكرش، مزّق البطاقات الزائدة في المحفظة، اقطع ورقة التقويم واحفظ الشعر خلفها، راجع سورة نسيتها، استعلم عن الرصيد، ركب لمبة المطبخ،
راجع الفواتير، افحص ماء الرديتر، شذب شواربك، قص أظافرك، نظّف المكتب، العب مع طفلك، تصفح الجريدة، رتّب مكتبك، امسح النظارة، قبّل زوجتك بين عينيها، قصّ هذا المقال وضعه على المغسلة!
.. وصدقني؛ من يعتذر بكثرة انشغاله هو ببساطة إنسان عاجز عن تنظيم أوقاته..