2- " لا تدع التوافه تغلبك على أمرك " .


وهذه التوافه قد تكون معاصي انغمس فيها الشخص مثل شرب الخمر والسرقة والكفر اللفظي والكلام الفاحش والقمار والتفرج على الحرام و ... أو مثل المباحات التي تأخذ من صاحبها الكثير من الوقت والتي تصبح مع مر الزمان لغوا لا طائل من ورائه . والمرء الذكي المؤمن الكيس الفطن هو الذي يوجه أغلبَ وقته وجهده وماله في طاعة الله عزوجل , أي إلى مستحبات أو واجبات . أما الأول فهو الشخص الصفر , وأما الثاني فهو صاحب الهمة العالية الذي يحبه الله والناس وتحبه الأرض والسماء ويحبه الحجر والشجر ويحبه كل خلق الله عزوجل ... وهذا هو السعيد حقا ... ولا تتحقق السعادة إلا له . وأما من غلبته التوافه في أغلب حياته فلا يمكن أن يسعد ولو للحظة واحدة . وأما من عاش مع التوافه ثم ادعى أنه سعيد فهو : إما كاذب , وإما أنه لا يعرف للسعادة الحقيقية معنى .
ثم إن من يعيش مع التوافه تكون آماله في الحياة صغيرة , وأما الآخر , أي الذي يعرف فيم يصرف وقته فإن آماله تكبر وتكبر . ولقد قيل " أن تعيش في الآمال الكبيرة ، خير لك من أن تسبح في وحول الهموم الصغيرة ... فالآمال الكبيرة قد تحملك إلى عالم الكبار ، وأما الهموم الصغيرة فلا يمكنها إلا أن تشدك إلى عالم الصغار " .